رحلة إلى الثمانينيات "كوبا"
الحياة في ثمانينات القرن الماضي
تعتبر كوبا جنة السائحين دون شك، بفضل ما تتمتع به من تاريخ متنوع ومميز، وأجواء معتدلة، وشواطئ جميلة. هذا غير روائع العمارة الكولونيالية المنتشرة في أرجاء البلاد التي لا تتوقف أبداً عن إدهاش السياح مما جعلها تستهوي المستكشفين أمثالي لعيشها عن قرب. إنها بلد لا تزال فيه لمسة من أسلوب الحياة في ثمانينات القرن الماضي، بسياراتها القديمة وألوان مبانيها ومزارع السيجار والموسيقى التي يمكنك سماعها في كل مكان.
تأشير ة رحلة إلى ثمانينات القرن الماضي "كوبا"
من أسهل الرحلات التي قمت بتخطيطها. بدايةً زرت السفارة في الرياض لإعطائهم جميع المستندات المطلوبة ، و في غضون أقل من أسبوع استطعت الحصول على التأشيرة، و الإنطلاق إلى كوبا.
في كوبا ستعيش تجربةً استثنائية بكل تأكيد
قضيت في كوبا 9 أيام كاملة زرت خلالها هافان(Havana) وفيناليس (Vinales) وسوروا(Soroa) وفاراديرو(Varadero) . كان لي في رحلتي هذه تجارب كثيرة من ركوب الخيل والدراجات والسيارات الكلاسيكية وبالطبع السير مشيا على الأقدام في أرجاء المدينة.
كوبا فرصةً ثمينة
لفهم الكثير من الأمور عن هذا البلد وشعبه وثقافته يجب زيارتهم شخصياً. وأنا سعيد لأنني أخذت القرار وذهبت إلى كوبا بعد كل ما قرأته عنها في مواقع الإنترنت وما شاهدته بشأنها في الأخبار. لقد كانت تجربة رائعة ستترك أثراً لا ينسى في حياتي. ورغم أنني حاولت تذوق الحياة الحضرية والاستمتاع بالتجربة الريفية، إلا أنه من الغير ممكن أن تتعلم كل شيء عن بلد ما في غضون تسعة أيام فقط، فلا يزال هناك الكثير لاستكشافه في كوبا،
ولكن اسمحو لي الآن أن أستعرض معالم رحلتي هذه
في البداية كوبا تحت نظامٍ دكتاتوري ويمكنك بوضوحٍ رؤية آثار الماضي الشيوعي والحكم الإسباني والطابع الأوروبي في كل مكان. وبما أن كوبا معروفة بأنواع السيجار الفاخر الذي يأتي منها، فكان من الطبيعي أن أذهب أولا لزيارة أفضل مزارع السيجار في فيناليس لأرى عن كثب عملية صنع السيجار وأسرار تميزه. ومما زاد من جمال هذه التجربة هو ركوب الخيل أثناء استكشاف هذه المزارع.
غروب الشمس في الريف
يتمتع الجانب الريفي بمنطقة سوروا في كوبا بسحرٍ خاص، وهو ما دفعني لتجربة أسلوب معيشتهم. وكما تعلم، فهناك مثلٌ يقول لكي تتعرف على بلدٍ ما، عليك أن تعايش ثقافاتها الحضرية والريفية. وهذا هو ما فعلته بالضبط. ذهبت إلى مزرعة، وعشت مع الكوبيين، و قمت باستكشاف المناطق القريبة من مكان إقامتي. لقد شاهدت كيف يديرون حياتهم، ورأيت تقنياتهم لصنع القهوة وصعدت جبلاً مع السكان المحليين. وعندما تغرب الشمس في الريف، يكون لديك الكثير من وقت الفراغ كما هو الحال في الثمانينات، حيث يحب الناس في سوروا الاستراحة والعيش معاً كمجتمعٍ مترابط. لقد ظللت مستيقظاً حتى وقت متأخر وأنا أدردش مع السكان المحليين وأشرب القهوة الفريدة وألعب الدومينو معهم. في الريف، كانت وسائل النقل الرئيسية هي الخيول والدراجات. ويمكنك أن تتخيل كم كان هذا رائعاً حقاً. لكن الشيء الوحيد الذي لم أتمكن من فعله هو التقاط جمال الريف باستخدام الطائرة بدون طيار، فالنسور المتواجدة على الجبل لم تتردد في مهاجمة طائرتي
الجمال الساحر
فاراديرو وجهة يتحتم عليك أن تزورها إن كنت في كوبا إنها جنة ساحرة بشاطئها الفاتن ومنتجعاتها الفخمة التي ستريح اعصابك بالتأكيد. هي عبارة عن شاطئ يقع على بعد 133 كم من هافانا، لكن جماله الآخاذ لا يمكن لأحدٍ أن يتغاظى عنه، حيث يعتبر أحد أجمل الشواطئ في العالم، ولهذا غصت في المياه الزرقاء وارتحت على الشاطئ بعيداً عن صخب المدينة.
هافانا – عيش الحلم
محطتي التالية كانت هافانا التي عشت فيها الكثير من المغامرات، بدأت فيها باستكشاف أرجاء المدينة على دراجة هوائية. كما ركبت واحدةً من السيارات الكلاسيكية التي تشتهر بها كوبا، ورغم وعورة الرحلة، إلا أن السيارة حولتها إلى تجربة رائعة، وكان المشي في شوارعها تجربة رائعة للاستمتاع بأجواء المدينة. الحياة في هافانا ليست سهلة حقاً بالنسبة للسكان المحليين. ولا تزال الحياة في المدينة تمنحك الشعور بأن تعيش ثمانينات القرن الماضي، لكن هافانا تتغير، بل كوبا كلها تتغير. وأنا متأكد أنني سأزور كوبا مرة أخرى قريباً وسأجدها تختلف كثيرا عما كانت عليه.
الاستمتاع بالحياة
رغم الجاذبية التي تميز المدينة بفضل طابعها المنتمي لثمانينات القرن الماضي، إلا أن هذا يبرهن على مدى التباطؤ الذي منيت به وعدم مواكبتها للتقدم الكبير الذي شهدته مختلف مدن العالم، وهو ما يؤكد أيضاً ما ذكرته أنفاً بشأن صعوبة حياة سكانها. ورغم كل ذلك، فالناس هنا يعرفون كيف يستمتعون بالحياة، وربما كان رقصهم في كل مكان بالمدينة وسيلة رائعة للعيش في سلام وتجنب التفكير في المصاعب التي عليهم تحملها. وعلى الجانب الآخر، هناك انتشار ضعيف لخدمات الإنترنت في كوبا، حيث دخلت شبكات الجيل الثالث مؤخراً وتقتصر خدمات الواي فاي فيها على أماكن محددة، ورغم الإنعزال عن العالم الذي يسببه ضعف شبكة الإنترنت، إلا أنه يتيح لك الاستمتاع بالحياة بشكلٍ حقيقي. وما يجعل كوبا نقطة جذب سياحية رائعة ليس فقط شواطئها، ولكن ثقافتها المتنوعة وتاريخها الغني وعمرانها الكولونيالي، وبالتأكيد أسلوب حياتها القديم. لقد استمتعت كثيراً وتعلمت الكثير، وأنا الآن بصدد المغادرة لاستكشاف شيء جديد، لأن الحياة رحلة.