غابات الأمازون

الإنسان ضد الأمازون

48 ساعة من العزلة في غابات الأمازون الممطرة

48 ساعة من العزلة في غابات الأمازون الممطرة وجدت السلام والهدوء في الغابة، وهو أمر أدهشني حقاً. لقد كانت تجربة الطبيعة في غابات الأمازون الممطرة شعوراً غامراً لا تصفه الكلمات. وكالعادة، كان عليَّ أن أقطع اتصالي بالعالم لأتواصل مع الطبيعة وأنعم بالهدوء والسكينة.

التغطية الإعلامية



اقرأ أكثر

دروس الحياة

وفي اليوم الثاني وضعت رأسي متمنياً أن يكون اليوم التالي أجمل بكثير لأني كنت جائعاً بشدة و منهك ولكن بفضل الله استطعت الحفاظ على طاقة جسدي من خلال شرب الكثير من الماء ، أحد الصعوبات التي واجهتها في هذه الرحلة هي عدم استطاعتي في الحصول على الأكل طوال فترة عزلتي، ولكن على الرغم من كل هذه الصعوبات إلا أنها كانت تجربة فريدة مختومة في الذاكرة. بعد الانتهاء من الـ 48 ساعة جاءوا لاصطحابي في صباح اليوم الثالث.

وبصرف النظر عن ذلك، علمتني هذه الرحلة – كغيرها – دروساً قيمة، ستساعدني بالتأكيد في قابل الأيام وفي حال اضطرت إلى التعايش مع الطبيعة و البقاء على قيد الحياة . إلى لقاء قريب

التخطيط للذهاب إلى أخطر غابة في العالم

إنها ليست مثل أي رحلة خططت لها من قبل. أول شيء يجب أن تتأكد منه هو أن تحصل على اللقاحات المناسبة لهذا النوع من الرحلات. في حالتي، أخذت ثلاثة لقاحات مختلفة: التيفوئيد والتهاب الكبد أ والحمى الصفراء. كان الجزء الصعب أنني اضطررت للذهاب إلى ثلاث عيادات مختلفة في مستشفيات مختلفة للحصول على هذه اللقاحات

العثور على الشخص المناسب أهم جزء في تخطيط هذه الرحلة

لذا كان التحضير مختلفًا تمامًا لهذه الرحلة ، وكان العثور على الشخص المنظم لهذه الرحلة بالفعل هو أصعب جزء في وقت التخطيط. كنت بحاجة حقًا إلى تعلم مهارات البقاء على قيد الحياة من الأفضل ولهذا السبب استغرقت بعض الوقت للعثور على الشخص المناسب. في هذه الحالة ، لأكون صادقًا تمامًا ، أعتقد حقًا أن الأمر لا يتعلق بالمال لأنه لم يكن مكلفًا ولكن لا يزال الأمر يتعلق بمن لديه الشغف للقيام بذلك.

وبدأت العزلة

كان الحفاظ على طاقتي أول شيء يشغل ذهني، ولذل ك بدأت في بناء ملجأ يساعدني على البقاء جافاً بعيداً عن المطر المنهمر، والبقاء فوق الأرض بعيداً عن الماء وأي تهديدات أخرى محتملة من الكائنات الحية. البقاء على قيد الحياة ليس بالأمر السهل، خاصةً في غابات الأمازون الممطرة، حيث يمكنك أن تضل طريقك بسهولة أثناء بحثك عن الخشب أو الطعام بعيداً عن ملجأك وربما تسبب ذلك في وفاتك في أسوأ الأحوال. لحسن الحظ، كان معنا أجهزة اتصال لاسلكية للاستخدام مرة واحدة فقط من أجل استدعاء المساعدة والإخلاء، في حالة مرض أحدنا أو ظل طريقه أو لم يتحمل التعامل مع الطبيعة. وباستثناء جهاز الاتصال اللاسلكي، فقد تم تجريدي من ساعتي وهاتفي وغيرهما من الأدوات التي استخدمها عادة، وتسلمت بدلاً منها عدة بسيطة للغاية من الأدوات التي ينبغي أن تساعدني على البقاء على قيد الحياة إضافةً إلى سكين كبير الحجم. وحين تخلصت من أي وسيلة لمعرفة الوقت، شعرت أن الزمن ثابتٌ لا يتحرك.

كانت السماء تمطر بلا توقف، وهو ما فاقم صعوبة الموقف، ولكنني تمكنت من وضع سقف فوق رأسي وجمع بعض الأخشاب وإشعال النار للتدفئة. قد يبدو هذا سهلاً، ولكن لم أحصل على أي شيء للأكل في اليوم الأول، لقد وضعت راسي لمحاولة النوم معتقداً أن اليوم التالي سيكون هو يوم سعدي. لكنني لم أكن أدري أن اليوم الثاني سيكون أصعب بكثير ، حظيت بتجربة صيد السمك باستخدام قصبة الصيد التي صنعتها بنفسي لكن دون جدوى. فلم تكن هناك سمكة واحدة مهتمة بأن تصبح عشاءً لي أو تقبل الطعم الذي أقدمه لها

شعور اندماج التعب مع جمال الغابات

هذه هي قصة عزلتي لمدة 48 ساعة كاملة في قلب غابات الأمازون الممطرة. في البداية أنا عبد الله السعيد مستكشف أسعى دائماً للمغامرة و خوض تجارب جديدة ومستعد دوماً لاستكشاف جمال الطبيعة ، هذه المرة، قررت الذهاب إلى إحدى غابات الأمازون لأقضي فيها 48 ساعة من العزلة. بدأت رحلتي بزيارة شلالات ”كاييتور” في غويانا، والتي تعد أكبر شلال ذو مصب واحد في العالم من حيث حجم المياه المتدفقة عليه ويبلغ حجمه أربعة أضعاف حجم شلالات نياجرا. مفتون بجمال طبيعة الأمازون، كانت محطتنا التالية في قرية سوراما، حيث تواصلنا مع سكان الغابة الأصليين )الأمارندين( ومرشد البوشمستر (مرشد سابق لأساليب البقاء على قيد الحياة في القوات الخاصة البريطانية). في القرية، قمنا بفحص معداتنا وكافة الأدوات التي يتوجب علينا حملها معنا ثم دخلنا إلى غابات الأمازون بعد بضع ساعات من المشي انطلاقاً من القرية. لم تبدأ عزلتنا، التي استمرت 48 ساعة، بمجرد أن وطئت أقدامنا في الغابة، بل قضينا الأيام القليلة الأولى في تعلم أساليب بناء المعسكرات، وإشعال النار، والرمي بالقوس والسهام، وإعداد الفخاخ، وصيد الأسماك وكل ما يهمنا للبقاء على قيد الحياة في عزلتنا.

لكن كان للقدر كلمة أخرى، كنت منهمك في تعلم أساليب البقاء على قيد الحياة إلا أن المرض كان مصاحبًا لي في رحلتي مرضت وعانيت من ارتفاع في درجة الحرارة. كما أن قدمي تضررت كثيراً بسبب التعرض المستمر للمياه، وهو ما زاد الأمر سوءاً. ولكن مرضي، ولله الحمد، لم يمنعني من المضي قدماً، حيث كنت مصمماً على أن أكون بحضن الطبيعة وأن أعايش جمالها النقي. ضع في اعتبارك أن هناك الكثير من الحيوانات والحشرات والأشياء الأخرى التي يمكن أن تقتلك إذا كنت لا تعرف مهارات البقاء على قيد الحياة. بل أن مياه النهر قد تسبب أضراراً كبيرة. وكذلك تواجد الحيواناتٍ الخطرة مثل تمساح الكيمن الأسود، وأسماك البيرانا الشرسة، وثعبان الأناكوندا في النهر إلا أن النظافة مهمة جداً للبقاء على قيد الحياة، لقد استخدمنا النهر لتنظيف أنفسنا وفحص أجسادنا بحثاً عن أي علامات للدغٍ أو نزيف. ومن الجانب الآخر تمثل الجمال الحقيقي للطبيعة، حيث كنا في منطقة تقطنها حيوانات النمر الأميركيّ المرقط، وكنت آمل أن أرى أحدها ولم أوفق في ذلك. لا أدري حقاً إن كان هذا من حسن أم سوء حظي لكنني لم أستطع رؤية أي نمر رغم تواجدي في مناطقهم إلى أنني لا أستطيع وصف شعوري حين استيقظت على أصوات القرد العواء، فقد كان الأمر مدهشاً وإن بدا مزعجاً للكثيرين، لكنني مختلف قليلاً. على كل حال، فقد كان هدفي الرئيسي هو تجربة الطبيعة في شكلها الحقيقي.

كي تصبح بطلا عليك بمواصلة نضالك
الى الاعلى

My goal is to travel the whole world, exploring new things is my passion and I am proud to say that I am living my passion. So far, I have visited more than 40 countries, each of which left an indelible mark on my memory.