العين الزرقاء "ألبانيا"
قد تذهب الى رحلة وتظن أن خططك تسير على ما رسمتها ولكن لا تعلم أن قد يحدث شيء يجعلك تغير الخطة بأكملها وهذا ما حصل معي، و لكن بعد كل هذا كانت تجربة مذهلة جداً
تيرانا هي عاصمة ألبانيا وأكبر مدنها
يمكن للإثارة التغلب على الألم
ما جعلني متحمسًا حقًا للقيام بهذه الرحلة هو قلة القيود المفروضة على السفر إلى دولة ألبانيا، وعلى راسها لا تحتاج إلى تأشيرة، حيث المتطلب الوحيد هو فحص PCR. كانت خطتي الأولية هي السفر إلى البلدان الثلاثة "ألبانيا وكوسوفو والجبل الأسود"عن طريق المشي بين جبال البلقان، ومع هذا من الممكن أن تتغير الخطط في بعض الأحيان. في خلال أول يوم لي في قرية ثيث، ألبانيا أصبت في ساقي واضطررت للانتظار ما يقرب يومين حتى اقيم حالتي ولكن يبدو أنني كنت سأستغرق وقتًا للتعافي ومن الصعب أن أمشي مسافات طويلة بين الجبال وأنا احمل شنطة ظهر وزنها 20 كجم وساقي تؤلمني، ولهذا قمت بتغيير الخطة لأنه في النهاية الهدف هو الاستمتاع بالتجربة.
القلعة المهيبة
رحلة مباشرة من الرياض، وصلت إلى مدينة تيرانا، عاصمة ألبانيا وأكبر مدنها. ثم حصلت على الفور على وسيلة نقل خاصة من المطار إلى شكودر، ألبانيا. كان سائقي في هذه الرحلة من ديانتين مختلفتين، الزوج مسيحي والزوجة مسلمة، وكان الاختلاف في الأديان بين الزوجين شائعًا في البلد الذي اعتقدت أنه فريد من نوعه. استمتعت بليلتي بالتجول في شكودر ومع اشراقة الصباح الباكر، قمت بزيارة قلعة شكودر التي تقع في شكودر، وهي واحدة من أقدم مدن ألبانيا وأكثرها تاريخية، فضلاً عن كونها مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا مهمًا. بعد الاستمتاع بجولة في القلعة بحثت عن وسيلة نقل للذهاب إلى قرية ثيث ولم يكن الطريق مهيئًا للقيادة بسيارة عادية حيث يجب القيادة بسيارة ذات دفع رباعي. كان الطريق جبلي وعر وأجزاء كبيرة منه لم يتم رصفها، ومن وعورة الطريق تمزق أحد الإطارات ولم نلاحظ ذلك.
نغمات الشجر
رأيت شلالًا وأردت أن أشرب الماء من الجبل مباشرة، لذلك طلبت من سائقي التوقف، وعند توقفنا تفاجئنا أن الناس يركضون إلينا وكانوا ينظرون إلى الإطار بنظرات تعجب، والحمدلله الذي حمانا وتوقفنا حيث لم يتبقى أي شيء من الإطار. جاء شقيق السائق واصطحبني وواصلنا الرحلة للوصول إلى ثيث وهي قرية صغيرة داخل مقاطعة شكودر في ألبانيا. هناك قابلت رجل مذهل لديه القدرة على تحويل أي أوراق شجرة إلى آلة موسيقية ، وهو حقًا بارع في ذلك، بعد ذلك ذهبت في نزهة على الأقدام لاستكشاف الشلال وهنا حدثت الإصابة لكنني ضغطت على نفسي لرؤية الشلال والاستمتاع حتى لو كان الثمن عودتي في نهاية اليوم وأنا أعرج على قدمي. في اليوم التالي بالكاد أستطيع المشي، قررت أن أدفع نفسي وأستخدم عصا المشي كساقي الثالثة، وذهبت مع بعض الأشخاص الرائعين الذين التقيت بهم من دولة كوسوفو، إلى ما يسمونه بالعين الزرقاء. وهو شلال صغير جميل يمتاز بزراقه الخلاب، يستحق العناء والوقت الذي قضيته للوصول إليه. يتطلب الوصول إلى العين الزرقاء القيادة لمدة ساعة على طريق وعر ثم المشي بين الجبال لمدة ساعة ونصف أخرى، ولكن بحكم إصابتي استغرق المشي ساعتين ونصف للوصول إلى الوجهة. في نهاية اليوم قررت أن أرتاح وأرى ما سيحدث بساقي في اليوم التالي، حيث استمتعت بوقتي في التأمل بالقرب من النهر لفترة من الوقت.
لغة الابتسامة
في اليوم التالي ما زلت أشعر بالألم ، فقررت تغيير الخطة وحصلت على وسيلة نقل خاصة لنقلي إلى شكودر. أثناء الرحلة إلى شكودر ، قررت الذهاب إلى دولة الجبل الأسود حيث لم يكن في مخيلتي سوى شيء واحد وهو وجهة جديدة.عند وصولي إلى شكودر التقيت بشخص آخر سيقودني إلى الجبل الأسود. لم أكن أعرف حتى إلى أين سأذهب في الجبل الأسود، ولكنني سألت شخصًا التقيت به في المطار في أول الرحلة من سكان الجبل الأسود إلى أين أذهب وأوصى بمدينة بودفا، وهي مدينة في البحر الأدرياتيكي حيث تشتهر بالشواطئ الرملية والحياة الليلية و الجدران الحجرية.لم أتمكن من التحدث مع سائقي من خلال أي لغة ولكن الشيء الوحيد بيننا هو لغة الابتسامة وكلمة واحدة فهمها كلانا "SUPERRR". بعد رحلة استكشفت فيها الجبل الأسود وكوسوفو ، عدت إلى ألبانيا وأمضيت الليلة في شكودر. في الصباح الباكر توجهة إلى لومي شالا وهي عبارة عن نهر يتدفق داخل جبال الألب في شمال ألبانيا بمياه صافية. استغرقت الرحلة ساعتين ونصف بالسيارة ثم استغرقت ساعة ونصف أخرى بالقارب للوصول إلى لومي شالا. استمتعت بالسباحة حتى وان كانت المياه باردة جداً في النهر واستمتعت بالمناظر الطبيعية طوال الرحلة، بعدها انتقلت إلى تيرانا لقضاء اليوم الأخير من الرحلة في استكشاف العاصمة وتناول الطعام المحلي الرائع قبل مغادرتي للبلاد.